عالم من الخدمات العربية المتكاملة لكافة أفراد الأسرة

عقاب الأطفال الصحيح

3

الأسلوب الأنسب لعقاب الأطفال:

الأطفال يخطئون، على الرغم من سنهم الصغير واعتقادنا بعدم وعيهم وقدرتهم على ارتكاب الأخطاء، إلّا أننا وفي نفس الوقت يجب ألا نترك أخطائهم ونتجاوزها، فمحاسبتهم التي قد تصل حد العقاب أحياناً تعتبر واجباً يحدّ من ارتكابهم للأخطاء عند كبرهم، فالأسلوب الصحي لعقاب الأطفال ….

-يعاقب الطفل بحرمانه من الأشياء التي يريدها ويحبها مثل الحلوى أو الخروج أو اللعب بالكمبيوتر وغيرها من الأشياء المحببة لديه، ويتم ذلك لفترة معينة لا تتعدى ثلاثة أيام بحد أقصى وخمس دقائق بحد أدنى ويجب على الوالدين الابتعاد عن العقاب البدني والنفسي.

وأحيانا يكون الصمت خير الأفعال فهو يحوّل الطفل عما كان يريده إلى التفكير فيما سيحدث له، فيبدأ بالتنازل عن الأشياء التي يريدها ويحاول بكافة الطرق التوصل لاسترضاء والديه.

ومن الواجب توجيه الطفل وخاصةً الطفل العنيد للأشياء الصحيحة بشكلٍ غير مباشر وذلك من خلال اللعب وسرد القصص، أما إذا كان في مرحلة المراهقة فلابد وأن يكون التوجيه من خلال الحوار الهادئ والمناقشة وتوضيح ميزات وعيوب أي موضوع بالإقناع والبرهان، ولابد من أن يكون التوجيه من الطرف الأكثر تواجداً مع الطفل مع التأكيد على عدم تغافل دور الطرف الأخر أمام الطفل.

هناك فرق كبير بين التوجيه والعقاب، ففي حالات كثيرة، تصطدم الأم بطفلها العنيد الذي لا يستجيب لأي أمر طُلب منه، وفي هذه الحالة وبعد استهلاك أساليب التحفيز يمكن للوالدين أن يتجها أخيراً للعقاب، على ألا يتضمّن أي عنصر لفظي أو جسدي أو معنوي مهين، فيقتصر على حرمانه من شيء يحبّه (لعبة أو مصروف الجيب اليومي أو برنامج تلفزيوني أو نزهة…). ولكن، لا بدّ من أن يُخيّر الطفل بين أمرين متكافئين من ناحية السهولة أو الصعوبة، علماً أن دفعه إلى الاختيار بين شيئين أحدهما سهل جداً والآخر صعب لا يؤتي من العقاب ثماره.

مثلا” إذا طلبتِ من طفلك ترتيب أغراضه أو ارتداء أو خلع ثيابه، فعليكِ أوّلاً تحفيزه بما يمكن أن يستجيب له “كالشوكولاته أو النزهة أو برنامجه المفضّل على التلفاز…”. وإذا وعدته بإعطائه هذا الشيء بعد تنفيذ ما طلبته منه، فأنتِ مُطالبةٌ بتحقيقه في حال استجاب لطلبك ودون أعذار، على أن يكون الدافع أو المحفّز ملموساً.

وبتطبيقك لهذا الأسلوب بطريقة صحيحة، ستكون النتائج مبهرة، إذ سيتعلّم الطفل ميزة تحمّل مسؤولية اختياراته وأفعاله، فيصبح أكثر ثقةً واحتراماً لنفسه، مع إفساح مساحة من الحريّة الإيجابية له.

وإذا كان هذا الأسلوب ناجحاً في تربية وتعديل سلوك الأطفال، فإن على الوالدين ألاّ يستغلوا هذه النقطة بمعاقبة أطفالهم، حتى لا يولّد ذلك عندهم ردة فعلٍ عكسية!

اترك رد