عالم من الخدمات العربية المتكاملة لكافة أفراد الأسرة

كيف نستطيع معالجة الدوخه أومايسمى ( الدوران )

3

الدوخه

 

الدوخة هي شعور ذاتي ويختلف من شخص لاخر. الشكاوى تتنوع ويمكن ان تشمل الشعور التقليدي بالدوار حيث يشعر الشخص ان العالم يدور من حوله او انه هو يدور، الشعور بالعيش على متن سفينه غير مستقرة, ان جدران المنزل ستسقط عليه، ان جهاز التلفاز اعوج، انه يعيش في حلم, “ان راسه ليس في مكانه”, وحتى شعور الشخص انه يمشي على القطن وانه يدفع جانبا اثناء المشي.
نحن نعلم ان الشكوى من الدوخة شائعة جدا، وفي واقع الامر نحو 50 الى 60 في المائة من الاشخاص حتى سن 60 سوف يعانون من هذا الشعور بحيث يضطرهم الى التوجه لتلقي المشورة الطبية. فوق جيل ال- 60 فان النسبة تزيد. من المهم ان نتذكر حين نتحدث عن اسباب الدوخة، ان الدوخة ليست مرضا بل عرضا يجب فحص مصدره.

من اسباب الدوخة، الخلل في نظام الاتزان. مركز هذا النظام هو الدماغ الذي يتلقى المعلومات اللازمة لتثبيت الجسم من عدد من اجهزة الاستشعار، واهمها هي اجهزة الاتزان الموجودة داخل الاذن الداخلية والتي تعطي معلومات حول مكان الراس في الفراغ وعن حركاته، العيون التي ترى وضع الراس في الفراغ وخط الافق، نظام اجهزة الاستشعار موجود على طول العمود الفقري، وينقل المعلومات الحسية من الاطراف.
اي ضرر في واحد من هذه الانظمة يمكن ان يؤدي للشعور بالدوار وعدم الثبات حيث ان حوالي 40 الى 60 في المائة من الحالات يكون مصدرها نظام الاتزان (الدهليزي) في الاذن. عوامل اخرى لهذا الشعور يمكن ان يكون مصدرها عصبي مثل السكتة الدماغية, مصدر طبي عام مثل تغيير في مستوى السكر، عدم انتظام ضربات القلب، ومصدر نفسي – اجتماعي.
اسباب الدوخة والعلاج

التشخيص في حد ذاته ليس بسيطا ويتطلب معرفة النظام ومجموعة الشكاوي المتنوعة والتشخيصات. بداية العملية تكون بمحادثة مع الطبيب حول اسباب الدوخة الذي يفحص بدوره الشكوى، اي طبيعة الدوخة، مدتها، وتيرتها، بدايتها، متى تتفاقم وغير ذلك, تحقيق الذي يشكل الغالبية العظمى من عملية التشخيص مع اختبار بدني حركي – عصبي.
في بعض الاحيان تكون هناك ضرورة لفحوص مساعدة مثل ENG (الكترونيستجموجراف-electro nystagmography) التي تفحص جزءا من نظام الاتزان, فحص السمع، اختبارات الثبات، اختبارات الدم واختبارات التصوير. مع ذلك من المهم ان نتذكر ان الاختبارات الموضوعية تفحص جزءا من نظام الاتزان فقط، وان معظم التشخيص يتم في المحادثة الاولى مع الشخص المفحوص. في كثير من الاحيان تكون كل الفحوص سليمة، وبناء على التشخيص الذي يتم من خلال فحص التاريخ الطبي والفحص البدني، يمكن البدء بعملية اعادة التاهيل.
يمكن تقسيم اسباب الدوخة التي مصدرها اجهزة الاتزان في الاذن الداخلية الى مجموعات فرعية اهمها الدوخة الناتجة عن ضرر اساسي في عضو الاتزان الذي يؤدي الى عدم تزامن مع عضو الاتزان في الاذن الاخرى، الدوار الذي مصدره تحرر جزيئات صغيرة، بلورات صغيرة، داخل النظام وهذه تؤدي للدوخة الشديدة وعادة الى تغيير الوضعية، والدوخة من امراض اخرى مثل مرض “منيير”.
العلاج في كل واحده من هذه المجموعات مختلف ويمكن ان يكون بواسطة العلاج الطبيعي, العلاج الدوائي والعلاج الجراحي والعلاج النفسي-الاجتماعي. الدوار الذي مصدره تحرر جزيئات في عضو الاتزان, يمكن علاجه من خلال العلاج الطبيعي البسيط مع نسبة نجاح من 85 الى 90 في المائة بعد علاج واحد لمدة نحو 10 دقائق.

الدوخة الناتجة عن ضرر التزامن بين اعضاء الاتزان في الاذن الداخلية يمكن معالجتها بواسطة نوع اخر من العلاج الطبيعي الذي يهدف الى تحفيز الدماغ على التعلم والتصحيح. بشكل عام، في هذا النوع من الدوخة فان الدماغ ينبغي ان ينفذ عملية تصحيح عفوية والتي لا تعمل جيدا في بعض الاحيان. الاسباب التي تجعل الدماغ لا ينجح في وظيفته هذه تشمل امراض اخرى، التعب الشديد وحالات التوتر والقلق، والتي يمكن علاجها بواسطة العلاج النفسي. النوع الثالث من الدوار يعالج بواسطة الحمية الغذائية، الادوية ودمج كل طرق العلاج المذكورة.
في الواقع، عملية تشخيص اسباب الدوخة تبدا في اللقاء الاول مع طبيب الدوار الذي يحاول من خلال التاريخ الطبي والفحص البدني تحديد مصدر المشكلة. اذا لزم الامر، يستعان بعلاج النطق والتواصل لاجراء اختبارات اضافية مثل اختبارات السمع، ENG، واختبارات الثبات.

تشخيص اسباب الدوخة وكرة الثلج

بعد تحديد مصدر المشكلة يتم فحص وملائمة افضل علاج لكل مريض ومريض. فهناك من يتم معالجته من قبل طاقم العلاج الطبيعي فقط وهناك من يعالج من قبل عامل اجتماعي المتخصص في العلاج النفسي. هناك من يتلقون العلاج المدمج الذي يشمل العلاج الطبيعي الذي يحفز الدماغ على التعلم، والعلاج النفسي للسيطرة على حالات التوتر والقلق.
المرضى الذين يعانون من مشاكل اكثر خطورة او ان وتيرة تعافيهم بطيئة يتم نقاش حالتهم بين جميع افراد الطاقم المعالج. هذا الاسلوب ادى الى زيادة في عدد حالات نجاح العلاج من 30 في المائة الى 80 في المائة.
الشعور بالدوخة هو شعور غير واضح حتى للمريض في بعض الاحيان. نقص وسائل تشخيص اسباب الدوخة الموضوعية تصعب تحديد مصدر المعاناة وتضع المزيد من التركيز على عمليات التشخيص الاولية التي يؤديها الطبيب. نقص التشخيص السليم واستمرار المعاناة يمكن ان يؤديا الى ظاهرة القلق او العزله التي تفاقم الشعور بالدوخة. “كرة الثلج” التي تنتج عن الدوار مع المكون النفسي – الاجتماعي تكبر كلما طالت الفترة قبل التشخيص، وهناك من يستمر بالمعاناة لاكثر من 20 عاما. اذا سمعنا في الماضي انه يجب تعلم العيش مع هذه المعضلة، فاليوم لدينا ادوات للتشخيص الصحيح, العلاج، وتخفيف معاناة المرضى

 

الدوخه المزمنه

اترك رد